الخميس، 30 يوليو 2009
للكلمة الحرة، والموقف الشجاع والانحياز لقضايا الوطن ثمن لابد أن يدفعه كل كاتب حر، ومواطن شريف. وما جرى من محاولات إسكات الأقلام الحرة لكل من الزملاء: لبنى أحمد حسين، وأمل هباني، وعزاز شامي، ومؤيد الشريف، عبر أساليب أقل ما يقال عنها إنها غير إنسانية ولا أخلاقية، لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون سببًا للكف عن الحق المشروع أخلاقيا وإنسانيا ووطنيا في الكتابة المسؤولة حيال قضايا الرأي العام وقضايا المصير الوطني بكل حرية.

ولا يتعلق الأمر هنا بمحاولات قمع حرية التعبير فقط؛ بل بشرف الكتابة أصلا،  التي هي أمانة وموقف أخلاقي قبل أن تكون تعبيراً، وعليه ترى جمعية الصحفيين السودانيين في المملكة العربية السعودية أن الموقف الأخلاقي والإنساني والوطني لكل سوداني يقتضي الوقوف بحزم ضد كل تصرف أو سلوك يحاول تسوية الخلافات عبر أساليب ظلامية مريضة لا علاقة لها بحرية الرأي واحترام الرأي الآخر، وحتمية إدانة  تلك الأساليب التي تهوى بالخلاف العام  إلى حضيض لا يليق بإنسانية الإنسان، ويمتهن كرامته وينتهك حقه في أن يعيش حرا كريما كما أراد الله له .

إن مثل تلك الأساليب المدانة أخلاقيا ووطنيا ، في مواجهة الحرية والرأي والعقلانية والمسؤولية، هي ضرب من العجز والجبن والمرض، لا يمكن مواجهته إلا بالمزيد من الصمود والإصرار على التمسك بالمواقف الأخلاقية والوطنية، والاستمرار في الكتابة المسؤولة عن قضايا الوطن .

ونحن في جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية  ندرك تماما أن محاولات إسكات الكلمة الحرة والرأي المسؤول لا تعدو أن تكون سيرًا في المكان الخطأ من التاريخ وضد المستقبل، لكننا ندرك في  الوقت نفسه أن تلك المحاولات من ضرورات المواجهة، والدافع الأبدي لتجديد الثبات على المواقف الأخلاقية والوطنية والالتزام بالكلمة الحرة والمسؤولة حيال قضايا الوطن، والشأن الإنساني العام، لاسيما في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ السودان ، حيث الحاجة إلى تأكيد قيم احترام الرأي الآخر، وصون حرية التعبير، وترسيخ مبدأ المواطنة، لأن ذلك هو الضوء الوحيد لمواجهة الظلام.

رئيس الجمعية

حسين حسن حسين

29/7/2009م
 
سودانايل